الأحد، 15 يونيو 2008

الأسر الحاكمة للحجاز



ويمكن القول بأن الحجاز قد تعاقبت عليه ثلاث أسر من الأشراف هم :
أسرة بني سليمان ( 358 – 435 )
أسرة الهواشـــــم ( 455 – 597 )
أسرة قتادة بن إدريس ( 597 – نهاية حكم الأشراف )
أما المدينة فقد تولى أمرها أسرة واحدة من أبناء الحسين بن علي بن أبي طالب ، الأشراف الحسينيون . وأعلن قيام حكمهم الشريف / طاهر بن مسلم الحسيني ( 360 – حتى نهاية حكم الأشراف ببداية عهد الدولة السعودية الزاهر ) وعرفوا فيما بعد بأسرة بني مهني . وآخر أسرة تولت إمرة مكة المكرمة هم أبناء قتادة بن إدريس وأبناءه وقد أطلق عليهم بعض النسابة اسم الأشراف القتادات وذلك نسبة إلى الأمير قتادة حاكم مكة المكرمة ( 597 – 617 ) حيث ولد قتادة ببلاد ينبع وتربى بها ودخل مكة واستعادها من الهواشم ، وقتادة هو الجد العاشر لـ " دراج ، أمير ينبع ( 880 – 902 ) حيث ولد وتربى بها وتولى الإمارة على الينبعيين.

وللأمير دراج موقف مشرف يذكره التاريخ حول مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وإليك القصة ملخصة :
وهي أن قام أمير المدينة النبوية ( حسن بن الزبير من آل نعير ) في الثلاثا 6/ربيع الأول/901هـ بالاعتداء على حراس المسجد النبوي وأخذ ما في الحجرة النبوية من التحف والنفائس ، مدفوعاً إلى ذلك حسب ما يعبر عنه المؤرخين بـ" فقره الثقيل وعقله الخفيف" فحل بالمدينة النبوية وأهلها الذعر والخوف الشديد لما قام به الأمير من الأعمال السيئة فانفرط عقد الأمن وسادت الفوضى بين الناس . فبادر الشريف شهوان الحسيني إلى الشريف دراج أمير ينبع وسأله المجيء إلى المدينة لحفظ الأمن والبلد والناس، فإن الناس قد حصل لهم رجف كبيرة . ولما كان يوم 14/3/901هـ ، وصل الأمير / دراج وابنه ومعهم خمس وأربعون فارساً وجمع معه ثلاثمائة نفر ونزل دراج بدار (ضيغم ) فاطمأن الناس بقدومه . ثم في يوم 15/3/901هـجرية وصل بقية القواد في بعض الخيل ومائة رجل ونادى منادي دراج بالأمن فسر الناس . وبعد عشرين يوم جاءت خيل من الشريف محمد بركات أمير مكة في نحو عشرين فارساً وثلاثين قواساً مضافاً إلى خيل دراج فتزايد الأمن . وبعد يومين أي في يوم 17/3/901هـ سافر الشريف دراج إلى بلاد ينبع ومكث بها عاماً كاملاً حيث وافته المنية في مستهل عام 902هـ . وبموته حصل نزاع على الإمارة بين أبنائه وبين شريف آخر يدعى / يحيى بن سبع ، وحيث أن إمارة الحجاز بأكملها كانت تحت سيطرة السلطة بالقاهرة . فقد ذهب يحيى بن سبع إلى القاهرة وافداً على الأبواب السلطانية طالباً تعيينه في أمارة ينبع إلا أنهم لم يجيبوه إلى ما طلبه منهم وعينو فيها أحد أبناء الأمير دراج . فعاد يحيى بن سبع من القاهرة حاقداً وغاضباً ، فلما مر بإحدى محطات الحجاج بقرب القاهرة ذبح فيها من الثيران التي يخرجون بها الماء لورود الحجاج وإلقاء جثثها في الآباروشق عصا الطاعة وخرج على الدولة وصار يؤلب القبائل ضدها فانقادت له قبيلة جهينة وغيرها من القبائل وتجمعت برئاسة يحيى بن سبع .وقامت بكثير من ضروب العبث والفساد وقطعوا الطريق بين مكة والمدينة وهددوا مدينة جدة وأيضاً الججاج القادمون عن طريق ساحل البحر الأحمر وصادروا أموال كثير من مشاهير التجار وأخافوا أهلها. حتى كتب الإمام الجزري عن هذه البلبلة وأرضها . ومكث يحيى بن سبع على هذه الحاله قرابة العشر سنوات من (902-910هـ) يعيث فسادا في تلك النواحي، وساعده في ذلك عندما خرج الشريف / أحمد بن محمد المعروف بالجازاني على أخيه أمير مكة الشريف / بركات بن محمد ، فدخل يحيى بن سبع مؤيداً للجازاني فزادوا من الرعب والخوف على ما كان عليه وفعلوا أفعالاً شنيعه . واستمروا حتى أذن الله بكسر شكوتهم ورفع الظلم عن عباده على يد العساكر الجراكسة في معركة " السويقة " عام (913هـ) وفر يحيى بن سبع وأمير المدينة وخميضة أخي الجازاني وهربوا ولم يعلم لهم خبر .

ليست هناك تعليقات: