الأحد، 15 يونيو 2008

نزوح الأشراف


إعلم أخي القارئ الكريم أن نسل الذرية الطاهرة منتشرة في أغلب بلدان العالم الإسلامي ويرجع هذا الانتشار إلى عدة أسباب. فقد هاجر أحفاد الحسين رضي الله عنه من البصرة إلى الحجاز في أوائل القرن الرابع الهجري ، ثم هاجروا إلى حضرموت لأن شرق الجزيرة كان تحت سيطرة الخوارج والقرامطة ونشروا الدعوة في تلك البلدان وأعادوا جم غفير إلى النهج المستقيم . ومنهم من ركب البحر إلى شواطئ الهند بقصد الدعوة إلى الله والتجارة . ومنهم من ارتحل الى الصين للدعوة وبذلك انتشر الإسلام في جزر ماليزيا واندنوسيا والفلبين والملايو وجاوا وسومطرا وبورما وكامبوديا وكثير من البلدان المجاورة. ومنهم من قصد القارة السمراء كالأدارسة للغرض ذاته وحين تعرضهم للقهر والظلم فروا بدينهم إلى أواسط وغرب أفريقيا هذا في العصور الإسلامية المبكرة . أضف إلى ذلك أن كثرة الخلافات بين الأسر الشريفة للحصول على منصب نقيب الأشراف ، وآفة الصراع بين رجالاتها أدى إلى ظهور المنازعات والمقاطعات بل ونزوح كثير منهم إلى غير موطنه الأصلي . وذلك إما هرباً أو طرداً أو لإعادة تنظيم الصف أو لإعادة الكرة مرة أخرى على خصمه الحاكم أو الذي انتزع الإمارة منه وهذا ما عرف عن الأشراف من المساوئ.

ولو قمت أخي القارئ الكريم بدراسة لمواطن الأشراف في الجزيرة العربية بنهاية حكم الأشراف لوجدت أنهم منتشرون على طول ساحل البحر الأحمر من المدينة النبوية شمالاً الى مدينة صنعاء جنوباً . وهذا يؤكد نزوح كثير من الأشراف عن الموطن الأصلي وذلك لسبب أو لآخر وحرصاً مني على عدم الخروج عن موضوع البحث فيمكنك معرفة الأسر الشريفة النازحة عن موطنها الأصلي في كتب الأنساب وهي كثيره. وحول الفترة الزمنية للنزوح "جد الشريف / حمد جد الأشراف بجازان" يؤكد كبار السن من الأسرة أنها كانت في حدود عام (1000 – 1050هـ ) وقد أشار النسابة حمد الجاسر إلى ارتحال الجد الأكبر الأمير دراج إلى نواحي اليمن وهو في الإمارة بعد حادثة الاعتداء على الحجرات الشريفة التي انتهك بها الأمير حسن آل نعير حرمة المسجد النبوي.

ليست هناك تعليقات: